انّهنّ العابرات نحو الحسين، على صهوة الجراح، أسرجن دماءهن للقاء، زرعن أجسادهنّ زهراً وولاءاً... هنّ عاشقات للحسين وزينب، هنّ فاطميّات مرشدات المهدي(عج) وكشافة الإمام المهدي(عج)...أتين من كلّ حدبٍ وصوب، ملأن طرقات مدينة بعلبك، وانطلقن في موكب الأحزان احياءاً لأربعين الإمام الحسين (ع) من أمام مقام السيّدة خولة (ع) وصولاً الى مسجد رأس الحسين (ع)، لينتهي بهنّ المطاف على مرجة رأس العين، مسرحيّة، لطميّة، ومجلس عزاء حسينيّ، هكذا وبلباسهنّ الموحّد، توشّحن بوشاح "لبيك يا حسين" التي تخفق بها القلوب وترددها الحناجر، فكانت الأصوات تصدح بها،والقبضات تعلو معانقة راياتٍ جدّدت البيعة والولاء بألوانها التي حاكت المصيبة...